تفسير الآية : و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون
إن شاء الله تعالى في هذا المقال سنتطرق إلى تفسير آية من آيات الله من كتاب الله الكريم ، بالحجج العقلية و الكتابية و نقرب المعنى بالأمثلة الحية كما لو يعيشها الإنسان في الحياة الدنيا ، حتى نضفي طابعا مقربا إلى التفسير و المعنى الحقيقي للآية و كل ذلك للتذكر و الاعتبار.
التفسير الحقيقيي للآية: ليميز الله الخبيث من الطيب
بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
يقول ربنا تبارك و تعالى في كتابه الحكيم في سورة الأنفال: ۩ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ۩
فهل تعلموا عافانا الله و إياكم، كيف سيفعل في الذين كفروا في يوم الحشر، حشر جميع العباد ليوم لا ريب فيه و لم يغادر فيه ربنا منهم أحدا.
فإذا هم على غفلة من أمرهم و رهبة و يكشف عنهم ستار أبواب جهنم و هي تنادي فيهم ، فيأمر الرب تبارك و تعالى و يميز بين الخبيث و الطيب ، فكما قال تعالى " ليميز الخبيث من الطيب " يميز أو يُميز من التميز و هو فصل فئة عن أخرى، فيفصل كل خبيث، انظر و تمعن في الٱية، يقول يميز الخبيث من الطيب، يعني سيبدأ بالخبيث أو بأصح عبارة، عين الله على الخبيث لا أكثر لأنه أشد غيظا عليهم و إن جهنم لأشد غيظا و حنقا على الذين كفروا الذين يتطاولون على الله العظيم.
فيفرزهم الله جميعا حتى لا يبقى منهم أحد وسط الجموع الطيب ، فأما الذين بقوا على مكانهم هم الطيبون و هم المومنون المسلمون ، فاعلم إذن هدانا الله و إياكم فإن الطيبوبة صفة يحبها و يقبلها الله تعالى حتى لأنه سيرضى عليها في يوم من الأيام.
و يا ترى إلى أين أو ماذا إذن سيفعل بالزمرة الخبيثة بعد ؟ إذن تتمة للٱية الكريمة يقول تعالى : " و يجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا " إذن بالضبط و على سبيل ضرب المثال و تقريب المعنى بأقرب تمثيل و بيان و هو كما تلاحظون في هاته الطيور المسكينة و الخنازير الضارة و الجوارح الكاسرة👇
ها هم يجمعونها جمعا و لا يتركون منها أحدا حتى لا يعم الوباء الذي أصابهم و وباء الذين كفروا أفظع و أبشع مما تتصورون ، يركمونهم بعضهم في بعض و يصبونهم في حفرة و يدفنونهم للأبد.
فذلك مثل بالضبط لما سيحصل للكفار في يوم رهيب و فظيع، فيركم الله الكافر في الكافر الذين كانوا يجتمعون و يتناصرون على الكفر في هاته الحياة الدنيا، فيذلهم الله ذلا ما قبله ذل و يخزيهم خزيا عظيما بعظمة الله العظيم.
و يلعن إذن بعضهم بعضا و هم في أشقى الأحوال و الأهوال ، حتى لأن أركمهم جميعا و أحكمهم في حاوية من صنع الله فيصبهم في حفرة جهنمية و ياليتهم يدفنون و يموتون و تنتهي قصتهم ، لا و ألف كلا و بلا ، فإن الموت و الحياة بيد من بيده ملكوت كل شيء ، فلا يموت الكافر فيها و لا يحيى و من ورائه عذاب غليظ.
خاتمة
عافانا الله و إياكم أيها المومنون الموحدون المسلمون من شر كل شر و من شر فتن الدنيا و الاخرة ٱميــــــــــن.
و ٱخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من بعث رحمة للعالمين.
هذا و العلم عند الله العليم الحكيم و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته👋👍😍